رسالة عيد القيامة المجيد ٢٠٢٤

“فرحين في الرجاء” رو ١٢ : ١٢

أحبائي ابناء الكنيسة المباركين

أخرستوس آنستي آليسوس آنستي
المسيح قام حقاً قام ً
.يسعدني أن أهنئكم جميعا بعيد القيامة الجيد متمنيا لكم جميعا عيدا مباركا سعيدا

يـأتـي احـتفالـنا بـعيد الـقيامـة المـجيد وسـط أجـواء مـن التحـديـات الـكثيرة سـواء الحـروب مـثل الحـرب الـروسـية الاوكـرانـية والحـرب فـي غـزة والحـرب الأهـلية فـي الـسودان وأخـبار الجـرائـم الـبشعة مـثل اغـتيال الـثلاثـة رهـبان بـديـرنـا فـي جـنوب أفـريـقيا إلـى أخـبار ًالأزمـات الاقـتصاديـة والـغلاء الـذي جـعل كـثير مـن الاسـر غـير قـادرة عـلى تـوفـير الاحـتياجـات الأسـاسـية لأبـنائـها. أيـضا التغيرات في المجتمع الأمريكي نحو مزيد من البعد عن الله والانحلال والاخطار التي تواجه أبناءنا في المدارس وغير ذلك
قـيامـة ربـنا يـسوع الـسيح تهـبنا الـرجـاء فـي حـياة أفـضل وفـي مسـتقبل مشـرق. نـذكـر قـول الـروح الـقدس عـلي فـم الـقديـس بـطرس الـرسـول “مـبارك الله أبـو ربـنا يـسوع الـسيح، الـذي حسـب رحـمته الـكثيرة ولـدنـا ثـانـية لـرجـاء حـي بـقيامـة يـسوع المـسيح من الأموات” ١بط :١ .٣ اليأس يؤدي إلى الموت والرجاء يهب حياة
قـيامـة المـسيح وهـبت رجـاء لـلتلامـيذ بـعد أن أصـابـهم الـخوف والـيأس. أحـداث الـصلب أدخـلت الـخوف فـي قـلوب الـتلامـيذ يـذكـر الـكتاب الـقدس “ولـما كـان عـشية ذلـك الـيوم وهـو أول الأسـبوع وكـانـت الأبـواب مـغلقة حـيث كـان الـتلامـيذ مـجتمعين لسـبب الـخوف مـن الـيهود يـو ٢٠: ١٩ لـم يسـتمر خـوف الـتلامـيذ طـويـلًا “جـاء يـسوع ووقـف فـي الـوسـط وقـال لـهم “سـلام لـكم” ولـما قـال هـذا اراهـم يـديـه وجـنبه فـفرح الـتلامـيذ إذ رأوا الـرب” يـو ١٩:٢١ـ٢٠. قـيامـة المـسيح غـيرت خـوف الـتلامـيذ إلـي فـرح والـفرح مـرتـبط بالرجاء “فرحين في الرجاء” رو ١٢:١٢

قـيامـة المـسيح غـيرت حـالـة الـيأس الـتي كـان فـيها تـلميذي عـمواس “فـيما هـما يـتكلمان ويـتحاوران، أقـترب إلـيهما يـسوع نـفسه وكـان يـمشي مـعهما ولـكن أمـسكت أعـينهما عـن مـعرفـته فـقال لـهما “مـا هـذا الـكلام الـذي تـتطارحـان بـه وأنـتما مـاشـيان عـابسـين”لــو :٢٤ :١٥ـ ١٧ لــقد لــخص تــلميذي عــمواس حــالــتهما فــي هــذه الــعبارة الــيائــسة “ونــحن كــنا نــرجــو أنــه هــوالـمـزمــع أن يــفدي إسـرائـيل” لـو ٢٤: ٢١ ولـكن عـندمـا عـرفـاه عـند كسـر الـخبز وادركـا قـيامـته الـمقدسـة تـغير حـالـهما “فـقامـا فـي تـلك الـساعـة ورجـعا إلي أورشليم ووجدوا الاحد عشر هم والذين معهم وهم يقولون “إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان” لو ٢٤ :٣٣ـ٣٤
قـيامـة المـسيح أبـدلـت حـزن مـريـم المجـدلـية الـتي كـانـت تـبكي مـعتقده أن جسـد الـرب يـسوع قـد ُسـ ِرق لـذا عـندمـا قـال لـها الـرب “يا مريم “عرفته وأدركت قيامته فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا”

يو ٢١ :١٨
قـيامـة المـسيح تهـبنا رجـاء أن الـغير مسـتطاع عـند الـناس مسـتطاع عـند الله لـو ١٨: ٢٧ “لأنـه لـيس شـيء غـير مـمكن لـدي الله لو ١ :٣٧
قـيامـة الـسيح تـعطينا رجـاء وتـؤكـد أن المـوتـى سـوف يـقومـون وتـثبت إيـمانـنا بـالـقيامـة الـعامـة فـكما يـذكـر الـقديـس بـولـس “لأنـه إن كـان المـوتـى لا يـقومـون فـلن يـكون المـسيح قـد قـام” ١كـو١٥: ١٦ ثـم يـؤكـد “لـكن الان قـد قـام الـسيح مـن الأمـوات وصـار بـاكـورة الـراقـديـن” ١كـو ١٥: ٢٠ ويـعزي الـقديـس بـولـس أهـل تـسالـونـيكي قـائـلًا “ثـم لا أريـد أن تجهـلوا أيـها الإخـوة مـن جـهة الـراقـديـن لـكيلا تحـزنـوا كـالـباقـي الـذيـن لا رجـاء لـهم لأنـه إن كـنا نـؤمـن أن يـسوع مـات وقـام وكـذلـك الـراقـديـن بـيسوع سـيحضرهـم الله أيـضا معه” ١تس ٤ :١٣ـ ١٤
قـيامـة الـسيح تهـبنا رجـاء وتهـبنا قـوة لـلعمل ولخـدمـة الآخـريـن والإهـتمام بـالمـحتاجـين وتـقديـم الـعون لـهم. نـصلي أن يشـرق الله فننمو في معرفته ونفرح بقيامته وتفرح قلوب المحتاجين والمتعبين في كل مكان
نصلي لأجل سلام كنيستنا المقدسة ولأجل ابينا الحبيب صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثاني

.نصلي ان يعم السلام في جميع انحاء العالم ويرفع عن العالم الغلاء والوباء والحروب وكل امر ردئ

نـصلي لأجـل نـفوس احـبائـنا المـنتقلين ومـعهم نـفس ابـينا الـحبيب الـقمص رافـائـيل حـنا ان يـنيح الـرب نـفوسـهم فـي فـردوس النعيم ويسكب عزائة وفرح قيامتة في نفوس اسرهم واحبائهم

وكل عام وأنتم جميعا بخير

الأنبا سرابيون